=> Pas encore inscrit ?
منتديات متنان - مقالات من الخبر الاسبوعي الجزائرية
محمد امين (Hôte)
| | في الحاجة لمصر
انتهى سيناريو المصريين كما توقعناه في نظرتنا الحادة الأسبوع الماضي، أي بطلب ''البقشيش'' من الجزائر لإعادة العلاقات معها إلى حالتها الطبيعية، والحالة الطبيعية عند النظام المصري المغشوش هو عودة سفيرها الذي لم تطرده الجزائر إلى الجزائر!؟
هكذا بسذاجة، لم يتعب خبراء النظام المصري أو الأحرى مخبريه، في وضع سيناريو أكثر ذكاء وجاذبية من هذه السخافة الشبيهة بالأفلام العاطفية التي لوثوا بها بناتنا المراهقات!؟
ما الحاجة لسفير مصر في الجزائر؟ إذا لم تكن الأسرة الحاكمة في الجزائر متورطة في قضايا ''بقشيش'' مع الأسرة الحاكمة في مصر، فإن العلاقة الدبلوماسية بين النظامين يمكن اختصارها في الابتسامات البروتوكولية. لا شيء أكثر. فلا السفير المصري في الجزائر كان وجها لامعا في الدبلوماسية، ولا سفيرنا في القاهرة له من المهام ما يجعله دائم الإقامة في مصر. وإذا استثنينا ذلك الكلام الماكر الذي يبثه ممثلا النظامين عن ''الشعبين الشقيقين'' و''العلاقات التاريخية'' و..و.. فإن حاجة الجزائر إلى مصر أقل بكثير مما يوهموننا به. بالعكس، مصر في حاجة أكبر بكثير للجزائر لتصدير بطاليها ومشاريعها الوهمية وأكاذيبها التاريخية، ومطالبتنا فوق ذلك بـ''البقشيش''.
أعتقد أنني أكتب بغضب، لأن الوجه البشع الذي أظهره لنا النظام المصري لم نكن نتوقعه أبدا، وذلك المساس بكرامة الجزائريين ومقدساتهم ورموزهم لا يمكن غفرانه بهذه البساطة. لقد تجاوز السيل الزبى، وانكسر العمود الفقري لعلاقة كانت من الهشاشة والكذب بحيث اكتشف الجزائريون ـ ربما متأخرين ـ أنها كانت دائما علاقة ابتزاز في صالح ومصالح مصر بالدرجة الأولى.
اليوم، إذ يأمر النظام المصري بتليين اللهجة مع الجزائر، وإطلاق كتيبة جديدة من الموظفين عنده في محاولة لتصحيح خط ''إطلاق النار''، خاصة من دبلوماسيين ووزراء سابقين، وحتى من طرف صحفيين كانوا بالأمس يلعنوننا، فإن ذلك يأتي كما هو واضح لتسهيل عملية قبض البقشيش... يأتي ذلك بعد إشفاء غليلهم منا، ونعتنا بكل الأوصاف، والتحريض على قتلنا، ومطالبتنا بالاعتذار عن جراحنا.. نعم، الاعتذار عن جراحنا.. وتعويض الجلاّدين من أموالنا...
ما هذه المصر برب السماء.. مصر التي كان لنا فيها أصدقاء وحبيبات وذكريات جميلة.. أهذه هي مصر التي نعرفها.. أهذه هي مصر التي لم نكن نعرفها؟!.
دعوني أقل للجزائريين الأحرار: إذهبوا إلى شؤونكم، فإن لكم ما يجب الاجتهاد فيه لإيجاد حلول له.. أنفلونزا الخنازير.. ومشكلات البيئة في قمة كوبنهاغن.. وزيادة أجور الأساتذة.. و..و.. ودعوا مصر القديمة وشأنها حتى تخرج من مصحة المجانين التي تستشفي فيها.. وبيننا الأيام. ¯
نشر بتاريخ 10-12-2009
|
Répondre:
Ensemble des thèmes: 3
Ensemble des articles: 3
Ensemble des utilisateurs: 3
Actuellement en ligne (Utilisateurs enregistrés): Personne
